بعد
مرور قرن كامل من الزمان على وفاة الإمام محمد عبده ما تزال أغلبية أفكاره
واجتهاداته فى الإصلاح والتجديد تنبض بالحياة كأنها بنت الأمس القريب، وما تزال
النُخب الفكرية والثقافية والسياسية مشغولة بالقضايا ذاتها التى انشغل بها الإمام.
وإذا كان الزمن ذهب ببعض آرائه واجتهاداته، وطوتها التغيرات الاجتماعية والسياسية
التى توالت على مدى القرن المنصرم، فلا تزال بعض آرائه واجتهاداته باقية، محتفظة
بصلاحيتها للتطبيق فى الواقع الراهن.

ومن
هنا كانت أهمية الكتاب الذى قام بتأليفه الدكتور "محمد عمارة" وأخرجته
دار السلام وسماه المنهج الاصلاحى للإمام محمد عبده حيث عرض قصة حياة الإمام محمد
عبده، وآرائه الوسطية، كما اهتم الكتاب بما ألفه محمد عبده واسماه الهدايات الأربع،
هدايات (العقل، النقل، التجربة، والوحدات)، ورؤيته لمقام العقل وحدوده، وآرائه حول
علم النفس والقوانين الاجتماعية، وما كتبه عن الدين والدولة وعن الأسرة وعن
المرأة.