أنت هنا
صحابيات مهاجرات إلي الله
بالرغم
من أن معظم ما صدر من قصص إسلامي قد وجه للذكور بكتابته عنهم ولهم، جاء كتاب
"صحابيات مهاجرات إلى الله" ليُعلن وجود كتب جديدة تتحدث عن النساء فى
القصص الإسلامى، وقد صدر الكتاب عن دار النفائس وقام بتأليفه الدكتور "عبد
الرزاق حسين". وقد كتبت هذه المجموعة القصصية عن نماذج رفيعة من النساء الصحابيات
اللواتى مثلن قمة التضحية فى الجهاد بالنفس والمال، فالشهيدة الأولى سمية بنت خياط
زوجة ياسر وأم عمار ضربت المثل الأعلى فى الثبات على الإيمان والصبر فى مواجهة
الظالمين العُتاة، حتى فاضت روحها إلى بارئها بضربة من حربة عدو الله أبو جهل.
وتنقلنا
أم شريك الصحابية الجليلة نقلة عجيبة، حيث نراها فى رحاب الإيمان وهى الغريبة عن
مكة داعية سرية تدعو نساء قريش وفتياتها إلى الإيمان وتعلم بها قريش فتردها فى
رحلة تعذيبية، يشهد قساة القلوب وعتاة الجبابرة أنها فن من التعذيب لم يخطر لهم
على بال، وعندما يتأكدون أن إيمان هذه المرأة أقوى من كل قوتهم ينصاعون لأمرها،
فيستسلم القوى للضعيف، والسجّان للسجين، وتصبح أم شريك قائدة للرحلة، وتحب رقيقة
عين رسول الله (ص) أن تقول لنا ليس فى الإيمان تقاعد أو إعتذار بسبب تقدم فى السن،
أو فقد عضو أو حاسة، وتظل على الرغم من عقودها التسعة تعمل فى مراقبة الكفار ونقل
أسرارهم إلى المسلمين.
أما
المهاجرتان اللتان ضربتا أروع المثل فى الجرأة والشجاعة بالهجرة ليلاً وحيدتين
لتمثلان قدرة المرأة على إجتياز الصعوبات، وإقتحام العقبات ، فالحول والقوة بالله
وبالله فقط، منه تُستمد، وعليه يُعتمد.
ومع
الطاعنة بالخناجر أم سليم الرميضاء تنتقل إلى ساحة المعركة ، فنراها وهى تُمرض
الجرحى، وتسقى العطشى، وتمسك بالسلاح، وتسدده إلى أعداء الإسلام، لأن الدفاع عن
الإسلام واجب الجميع.
وتضرب
أم الشهداء الخنساء المثل فى التحول، وكيف أن الجاهلية هباء، والإسلام بناء، فتحول
هذه الصحابية من بكاءة العرب على أخوين قُتلا فى الجاهلية إلى المجاهدة التى تدفع
أبناءها الأربعة إلى ساحة القتال.
أما
أم المؤمنين أم حبيبة فقد هاجرت الهجرة الأولى إلى الحبشة تاركة مجدها ومجد أبيها
رأس قريش، مؤثرة إيمانها على كل متع الدنيا وتبتلى بتحول زوجها عبيد الله بن جحش
عن الإسلام إلى النصرانية، فترفضه وتطرده، وتبقى راسخة قوية.